تنمية
بداية البداية

الحياة هي المسرح و العلاقات هي المسرحية

0 1٬791

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لكل شخص منا له دوره الخاص في الحياة والعلاقات بين الناس و المقصود بالدور الخاص هو ان الحياة عبارة عن مسرحية و جمهور و أن الحياة الاجتماعية هي عبارة عن مسرح والعلاقات هي المسرحية.

الحياة هي المسرح و العلاقات هي المسرحية

حسب الفيلسوف”غوفمان”، يؤدي كل منا دوراً وفقاً لمعايير و توقعات، فكلما كانت مكانة المجموعة قريبة من الشخص الممثل فإنه يستخدم قناعاً غير الذي يستخدمه عندما يكون مع أناس غرباء يلتقي بهم للمرة الأولى، فلكل تصرف انطباع و للتحكم في الانطباعات شرح الفيلسوف “غوفمان” التحليل الدرامي على قسمين:

العلاقات البشرية

الاول: و يمكن تسميته بالوجه الذي يظهر للناس بمعنى عدم كشف الشخصية بشكل واضح وصريح للآخرين و تكون تحت تحكم تعابير الجمهور فقد يصححون أو يرفضون أو يتقبلون الدور المؤدى أمامهم، و يتصرف الشخص تِبعاً لما يتوقعه منه الجمهور بحذر و بكلمات منمقة تتناسب مع دوره و مع المكان الذي يؤدي فيه الدور.

أما الثاني و التي كما سماها الفيلسوف “غوفمان” بما وراء الكواليس، و التي فيها يتدرب الشخص على ما سيفعله و ما سيقوله و تكون تماما تحت تحكمه و سيطرته الكاملة و يمكن اعتبارها على أنها منطقة الراحة الخاصة به، و بالتالي يمكننا اعتبار هذه المرحلة على أنها المرحلة الحقيقية في حياة كل شخص منا ففيها يكون الإنسان على طبيعته أكثر من أي مرحلة أخرى، علاوة على ذلك أنها تشرح الحالة النفسية الحقيقية والصحيحة للإنسان. و لأن قَلَّما يتقبل الجمهور على حسب تعبير”غوفمان” جميع تصرفات الممثل و التي بدورها قد تحطم صورته المحفوظة في عقول الناس بسهولة؛ لذلك كان من الأَولى إبقاء هذه المرحلة سرية للغاية حتى تبقى الصورة الأساسية المرغوبة باقية لدى الآخرين.

فإذا تعمقنا في التفاصيل أكثر؛ فقد يعتمد الأداء الذي يندرج تحت التوقعات على تعابير الموجودين. لذا فكلما كان التعبير أكثر حدة كان الأداء منخفضاً من ناحية الراحة و كلما كان مريحاً كان الأداء سلساً، آخذاً ذلك الاتجاه الأقرب لشخصية الإنسان بحد ذاته و كأنه في منطقة الراحة الخاصة فيه.

و هذا التفاعل الاجتماعي الذي قصده غوفمان واصفاً إياه بالتحليل الدرامي ليصف نفسية و شخصية كل شخص في المجتمع و التي تُفهم من خلال تصرفاته بين الجمهور و بين نفسه.

و مدى قرب هذا الجمهور من الممثل يصف لنا تفاعله الاجتماعي. فمن دون أي مقدمات و بمجرد القليل من التحليل المنطقي لتصرفاتنا في المجتمع يمكن لأي شخص يراقب من بعيد أن يفهم ماهية علاقتنا مع المحيط المتواجدين فيه بتلك اللحظة.

فقرب الأشخاص أو بُعدهم أو حتى المسافات الوهمية التي تكون بين الناس تعتمد كُلياً على ردات الأفعال التي يقومون بها تعقيباً على تصرف أو موقف بدى منا و بها تتحدد ماهية قرابة العلاقات بين البشر.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.